خصوصیة الاختراق البصري في البیئة التقلیدیة

الملخص

ولدت القیم والاعراف التي كانت سائدة في بیئة المدینة العربیة الاسلامیة التقلیدیة والتي تخص موضوع الخصوصیة البصریة ومنع اختراق البصر الى ما لا یراد رؤیتھ..ولّدت ھذه القیمُ منظورا عاما لدى عموم الناس تكون من خلال بنیة معرفیة راسخة وغنیة عززتھا القیم الروحیة السائدة والمولَّدَةُ من الدین الاسلامي ، لتظھر على شكل بنیة عمرانیة ذات خصائص متعددة وواضحة منھا الخصائص المتعلقة بموضوع الاختراق البصري والخصوصیة. واستمرت ھذه البنیة العمرانیة في التأثیر والتجدد الى العصر الحالي الذي اخذت فیھ ھذه المظاھر بالتغیر والتحول باتجاه تقلیل معالم الخصوصیة في المظاھر العمرانیة الحضریة والمعماریة، ومن ثم اختفائھا شیئا فشیئا. یحاول ھذا البحث دراسة موضوع الاختراق البصري والخصوصیھ ، والذي یحاول ھذا البحث اظھار اثره واھمیتھ في التأثیر على مجمل العملیة العمرانیة اسوة بتأثیره على باقي مناحي الحیاة والتي لاقت الكثیر من الاھتمام والدراسة على عكس موضوع العمران الذي لا یبدو ان (الموقف) لاقى فیھ ما یستحقھ من الاھتمام رغم اھمیتھ. ودُعِّمَت ھذه الدراسة من خلال استخراج الیة ومظاھر تأثیر عامل الموقف من الخصوصیة على البنیة العمرانیة في الماضي، ومن ثم دراسة التأثیر ذاتھ في الحاضر، في بیئة المدینة الاسلامیة المعاصرة لمعرفة مدى اھمیة الاختراق البصري؛ ومن ثم تأثیر ھذه المنظومة في بنیة المدینة العربیة الاسلامیة المعماریة والحضریة. وظھر في البحث أن تغیر الموقف من المسائل العمرانیة المتعلقة بموضوع الخصوصیة والاختراق البصري یتطابق مع تغیر النتاج العمراني ؛ فالمناطق التي یكون فیھا الموقف شدیداً أو مشدداً على موضوع الخصوصیة تظھر فیھا المظاھر العمرانیة المعززة لھذا الموقف والعكس بالعكس. وكذلك فان البیئة العمرانیة المعاصرة تحتوي على ماذج شدیدة التباین...